الخميس، تشرين الأول ٢٦، ٢٠٠٦

ذكريات جامعية

اليوم بدا الموسم الشتوي هنا العراق ، وعلينا ان نقوم بفرش البيت لندرء قرص البرد الذي يزداد مع انعدام النفط الابيض وبالتالي سبات المدفئة "الصوبة" ، أما الكهرباء فهي تعاني من نوبات صرع الانقطاع والتي غالبا ما تدوم لساعات . مع عملية تحريك المكتبة ونثر ما فيها من كتب واوراق وجدت دفترا قديما يحمل في طياته إهداءات لزملاء عرفتهم في الجامعة ، واخذت اقلب تلك الإهداءات التي تجاوز عمر بعضها الاربعة عشر عاما
مع إهداء اقرأ الاسم الذي تحته اتذكر ذلك الشاب وتلك الايام التي خلت من الطائفية ومن كل حقد ودسيسة فكنا من كل انحاء العراق نجتمع في شقة ونرح نذاكر وإن كانت اختصاصاتنا مختلفة فأحمد وطالب من الناصرية وعماد"رحمه الله- قتل على يد الأمريكان " من الحويجة وثامر من الحلة ومحمد من كركوك وياسر من اربيل وعباس من الناصرية وعبدالله من هيت ومطشر ومؤيد من ديالى وكان سنة وشيعة عربا وتركمانا واكرادا نجتمع على مائدة واحدة تعلوها الضحكات .... كنا كذلك

الثلاثاء، تشرين الأول ٢٤، ٢٠٠٦



أنا عراقي ...
ولدت عراقياً ...
واموت عراقياً...
هكذا أنا ...
نَفَسي عراقيٌ ...
دمي عراقيٌ ...
دمعي عراقيٌ ...
امشي كعراقي ..
كل شيئ فيّ عراقي ...
عيدي عراقي ..
اخرج من الصباح الى اقرب جامع أو حسينية ...
أصلي صلاة العيد كعراقي ...
اصافح إخوتي كعراقي ...
أذهب الى الى المقابر ... أزور اخوتي وأحبائي .. كعراقي
أزور جيراني مهنئاً إياهم بالعيد كعراقي ...
أتناول الكليجة والشاي معهم كعراقي ...
أمد يدي الى جيبي واخرج عيدية الاطفال كعراقي ..
أنا عراقي ... عراقي حتى بعد مماتي ....
أنا عراقي ... وساحشر كعراقي ...
أنا عراقي ... نعمة منّ الله بها عليّ ...
أنا عراقي .. اصيح وأصرخ بها أنا عراقي ...
وكل من يحب العراق ... هو عراقي ....
*********************************************************
خواطر خرجت من صدر من بكي يوم سقوط بغداد ... من بكى يوم أحرقت المكتبة الوطنية ... من بكى يوم نُهب المتحف العراقي .. من بكى يوم رفعت من ساحات بغداد اجمل تحف عظام فناني العراق ... الرحال .. الترك وغيرهم

الاثنين، تشرين الأول ١٦، ٢٠٠٦

إلى أمي التي لم تلدني "بغداد"

مضت ثلاث سنوات أو أكثر على احتلال بغداد، سقوط عاصمة الدنيا في عين كل عراقي حق . هذه المدينة التي لم أولد حقاً فيها ولكنها كانت مكان ولادة حبي الأول والأخير فيها ، وهي مكان ولادة تعلمي فيها .
يوما بعد يوم اصبحت لا استطيع زيارة أمي التي لا تموت "بغداد" فقد مزقت أحشاءها سكاكين الخونة ، تلك المليشيات ، التي لا تعرف للحب مكانا وتقيم الأم قدرا التي طالما أحتضنت أولادها في كل وقت وزمان